1. مقدمة:
التصحر هو عملية تؤدي الى تدهور الأراضي الجافة ويشمل ذلك خسارة في انتاجية
المحاصيل الزراعية أو أراضي المراعي أو الغابات. تعزى تلك الخسارة بالمقام الأول
الى التغير المناخي أو الممارسات غير المستدامة التي من أهمها النشاطات الإستنزافية
لمورد الأرض، الرعي أو الإحتطاب الجائر أو الإفتقار الى خطط سليمة لأدارة إستعمالات
الأراضي. يعتبر التغير المناخي ظاهرة طبيعية تنجم عن تدني معدلات هطول الأمطار عن
المعدلات طويلة الأمد.
وبسبب محدودية إنتاجها، تعتبر أراضي المناطق الجافة وشبه الجافة في بلد كالأردن ذات
طبيعة هشة ولاتحتمل النشاطات الإنسانية الإستنزافية غير الموزونة بعناية والناجمة
عن جملة ضغوطات إقتصادية واجتماعية. تقل معدلات هطول الأمطار السنوية على أكثر من
90% من مساحة الأردن عن 200 ملم الأمر الذي ينعكس سلبا على مدى ثبات بناء التربة
ويعرضها، من ثم، الى الإنجراف حتى في حالات الهطول المطري الخفيف. يترتب على هذه
الظاهرة عدم استدامة استخدامات الأراضي تلك مما يؤدي الى زوال الغطاء النباتي في
كثير من الحالات. بناء على ما تقدم، تتركز النشاطات الإنسانية في الرقعة الصغيرة
المتبقية من مساحة المملكة (10%) مما يؤدي الى حدة التنافس على استخدامات الأراضي
المختلفة في تلك الرقعة ويحفز على ضرورة أن تؤخذ عوامل عديدة بعين الإعتبار عند
التخطيط لإستعمالات تلك الأراضي مثل ممارسات الرعي الجائر، الممارسات المغلوطة لبعض
عمليات الري والعمليات الزراعية، سوء الأحوال الإقتصادية والإجتماعية للمزارعين،
إرتفاع معدل الزيادة السنوية في عدد السكان وضعف البنى المؤسسية ذات العلاقة. في
الحقيقة تتدهور أراضي المراعي بوتيرة متسارعة نظرا لإنتشار الرعي الجائر وحركة
قطعان الأغنام غير المنضبطة في تلك المناطق، الإحتطاب المفرط، الممارسات الزراعية
غير المناسبة واستمرار حالات الجفاف لسنوات عديدة. كما تتفاقم ظاهرة انجراف التربة
نظرا لزراعة الأراضي الهامشية واللجوء الى الآليات الثقيلة من أجل ذلك الغرض
واستخدام أساليب حراثة غير مناسية كالحراثة باتجاه الميل. من جهة أخرى، تؤدي ظاهرة
الإمتداد العمراني الى المناطق الزراعية الخصبة الى فقدان تلك الأراضي ذات
الإنتاجية المرتفعة والى الأبد.